ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي .
خالد : فاعل مرفوع بالضمة .
ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض .
ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ .
إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة .
99 ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 .
وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين }1 .
ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر .
فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة .
100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 .
وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن }3 .
وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }4 .
67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد :
لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود
مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا .
فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة .
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 .
وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }6 .
وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله }7 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 18 العنكبوت . 2 ـ 36 القصص .
3 ـ 69 يس . 4 ـ 144 آل عمران .
5 ـ 81 النحل . 6 ـ 8 الفرقان .
7 ـ 16 الكهف .
ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي .
فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة .
102 ـ ومنه قوله تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 .
وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }2 .
وقوله تعالى : { ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }3 .
ثانيا ـ أسماء الاستثناء : غير وسوى .
يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث .
نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ .
حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة .
غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف .
طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة .
ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب .
أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب .
فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة .
والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .
و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 75 النمل . 2 ـ 5 يونس .
3 ـ 145 آل عمران .
ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ ) : ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد .
فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ .
ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد .
فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور .
والتقدير : ما كافأت إلا محمدا .
103 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لبثوا غير ساعة } 1 .
وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب }2 .
ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد .
بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد .
ثالثا ـ أفعال الاستثناء :
عدا ـ خلا ـ حاشا .
عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية .
نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا .
حضر الطلاب : فعل وفاعل .
ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر .
محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة .
ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها
ــــــــــــ
1 ـ 55 الروم . 2 ـ 101 هود .
النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر .
نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ .
وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر .
نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ .
عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب .
عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ .
نحو : ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه .
ما الجندي : حرف نفي ، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة .
إلا يعمل : حرف استثناء ملغي ، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
للدفاع : جار ومجرور متعلقان بالفعل .
عن وطنه : جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا ، ووطن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا ، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها .
نحو : محمد مؤدب بيد أنه كسول .
محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ومؤدب : خبر مرفوع بالضمة .
بيد : مستثنى منصوب بالفتحة .
أنه كسول : أن واسمها وخبرها .
وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه .
والتقدير : محمد مؤدب غير أنه كسول .
3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس " ، و " لا يكون " ، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا " . إذ لا يصح القول : حضر الطلاب يكون محمدا .
والصحيح أن نقول : حضر الطلاب لا يكون محمدا .
والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما .
نحو : سافر أفراد الأسرة ليس عليا .
4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف ، وتقديره استثني ، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها ، لكن أهم ما يمكن قوله : إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء ، وبهذا قال ابن مالك ، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف .
5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ ، أو المحل .
نحو : نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ ، أو : سوى محمد وخالد .
ونحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا .
فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول ، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل ، والتقدير : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا .
والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل .
نحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا .
لأن تقدير الكلام : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا .
6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى .
نحو : عملت الواجب ليس غيرُ ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ .
7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا ، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ .
إذ لا يجوز أن نقول : حللت الواجبات ما حاشا واجبا .
والصحيح : حللت الواجبات حاشا واجبا ، أو : حاشا واجب .
8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء ، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث : الرفع ، والنصب ، والجر .
نحو : هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم .
فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة .
منقووووول