.. التاريخ ... يعتذر..!!!
--------------------------------------------------------------------------------
((( وحق جدي .. أنا عطشان... )))
صدى الذكرى يدوي في عالمنا
ليردد هذه الكلمات
عابراً مسافات الزمن البعيدة
لتخترق مسامع التاريخ
الذي يصم أذنيه هارباً
من تلك الكلمات المدوية
بعد أن لطخت وجهه بالسواد
وألبسته ثياب الخزي والعار
فها هو يركض على رمال الطفوف
محاولاً أن يتلاشى بين ذراتها
ليصل أخيراً لنهر قريب
فيرتمي في مياهه
لعلها تغسل ما أُلحق به من الهوان
ولكنها ...
زادته بؤساً وشقاء
لأنها هي الأخرى
تفوح منها رائحةُ دماءٍ زاكية
كدر نقاءها ..
وحول عذوبتها الى ملوحة
صار التاريخ محتاراً برهةً
ولكــــــــــنه أخيراً
اختار أن يظل قابعا
في أعماق ذلك النهر
الذي شــــــهد
صليل الجور
وصرخات العطش
ودموع الوداع
وأنين الجراح
وزغاريد الشهادة
ليتوارى عن الأنظار
محاولاً أن يسدل عليه
ستائر النسيان الشفافة
إلى متى...؟؟
إلى متى...؟؟
.
.
.
.
.
.
.
إلى أن تأتي يدٌ بيضاء
تحمل لواء السلام الثائر
لتزيح ذاك الستار
عندها سيُحاكم التاريخ
فيخرج منحنياً .. مطأطأ الرأس
مكبلاً بسلاسل الندم الشديدة
لِيمثُل أمام راية العدل
مِنقباً عن أبلغ مفردات الاعتذار
لعل ذلك يخفف من هول أمره
ولكنه لم يجد سوى هذه
.
.
.
.
.
((( عذراً يا رسول الله...)))