ليش تدخلون الصفحة ما تعرفون أنا منو؟ أبا بنت المدير، أنا عندي فلوس(نقود) ، أنا أمتلك كل شي أتمناه، أنا عندي سيارة، بس أسوق بدون ليسن، أنا عندي بلاك بيري (Black Barry) ، أنا عندي حبايب (ترا أنا بوية)، وأقدر أطلع في أي وقت، وأرد على كل حد، وأتأمر عليكم على كيفي، وأتطنز على أي حد، وأفضح أي حد، وأتطاول على أي حد (حتى أكبر راس في البلد)، وأنا ..وأنا...
شو رايكم في هذه العبارات التافهة؟ ألم تحرق أعصابكم؟ ألم تريدوا أن تضعوا حداً لصاحبها، هذه العبارات للأسف صدرت من قبل فتاة، لا يتجاوز عمرها 19سنة ، فعلاً هي بالمواصفات التي كتبته سابقاً،ويوجد الكثيرات منها ، ولكن من المسؤول عن تصرفات هذه النوعية من الفتيات ؟ في رأيي تربية الأهل منذ الصغر هي العامل الرئيسي للسلوك الشاذ والخاطئ لهذه النوعية من الفتيات، ولكن ليس أية تربية، إنما التربية على المراقبة الذاتية، وهي من أهم الأشياء التي يفتقده الكثير من الشباب في هذا العصر، إنها مراقبة الله في النفس، وليس مراقبة الأهل لها، لأنها ربما تظهر الجانب الجميل لها أمام أهلها، ولكن في غيابهم تظهر حقيقة شخصيتها، أرجع وأقول إن هناك قوانين يجب أن تراعى وتطبق من قبل الآباء والأمهات، فلنرجع إلى حديثنا عن الفتاة كمثال على هذا، هذه الفتاة لم تتربى على أن هناك حدود يجب أن لا يتعداها الفرد، حتى لا تنجرف إلى الهاوية، مثلاً هناك مواقع محظورة في الانترنت،تأتي الفتاة وتفتحها باستخدام برنامج أو جهاز لا أدري ما هو ، إذا كانت تلك الفتاة مُرَباةَ على مراقبة الذات لم تفعل ذلك الأمر، ومثال آخر القنوات المشفرة ربما يأتي الشاب ويفتحها بشراء بطاقة، أو ما شابه ذلك، لو كان يراقب ذاته لما فعل ذلك، فكل شي له حدود، وربنا لم يخلقنا لنعيش كالبهائم (وأنتم بكرامة)، بل جعل الإنسان من أرقى المخلوقات ، فلابد من تكبيت هذه الشريحة في المجتمع.
ومن أهم أسباب الانحراف السلوكي والأخلاقي:
& التشجيع على مخالفة القوانين: كيف يعني ذلك؟ ليس القوانين هي قوانين السير والمرورفقط، بل قوانين المدرسة، والمستشفى، ومكان العمل، وغير ذلك، فليس كل شي حلال، وكل شي مباح.. ولكن من يشجعهم على ذلك؟ للأسف الذين يدعون أنهم مثقفون، وأصحاب رأي، والأهم من ذلك سكوت الآخرين عنهم يجعلهم يشعرون بأنهم أقوياء، وهذه هي المصيبة، فلا بد من تدخل حازم من أفراد المجتمع لايقاف وردع المنحرفين. وإذا حاول أحد الملتزمين الرد عليهم يستهزئون عليهم، لأنهم يقولون في أنفسهم من هذا الذي يقول لي أنا هذا الكلام، لدرجة أنهم أصبحوا لا يسمعون لأحد.. والحل الوحيد هي وضع حد للاستهتار والمصخرة التي يفعلونها..؟